خفض أسعار الفائدة هو إجراء اقتصادي تلجأ إليه البنوك المركزية لتحفيز الاقتصاد من خلال تقليل تكلفة الاقتراض وزيادة القدرة الشرائية للأفراد والشركات. يلعب هذا القرار دورًا محوريًا في توجيه عجلة النمو الاقتصادي وضمان استقرار الأسواق المالية.
ما المقصود بأسعار الفائدة؟
أسعار الفائدة هي النسبة المئوية التي يدفعها المقترض مقابل الأموال التي يستعيرها من البنك أو المؤسسة المالية. على سبيل المثال عند الاقتراض لشراء منزل أو سيارة، يتم تحديد نسبة معينة تُضاف إلى القرض كفائدة في المقابل، يحقق المدخرون فائدة على ودائعهم البنكية.
أو ببساطة هو السعر الذي يدفعه البنك المركزي على إيداعات البنوك التجارية سواء أكان استثمارا لمدة ليلة واحدة أم لمدة شهر أو أكثر ويعد هذا السعر مؤشرا لأسعار الفائدة لدى البنوك التجارية التي ينبغي ألا تقل عن سعر البنك المركزي.
لماذا يتم خفض سعر الفائدة
تلجأ البنوك المركزية إلى خفض سعر الفائدة في حالات معينة، منها:
- تشجيع الاستثمار: حيث تُصبح تكلفة القروض أقل، مما يُحفّز الشركات على توسيع أعمالها.
- دعم الإنفاق الاستهلاكي: زيادة القدرة الشرائية للأفراد عبر تخفيض كلفة القروض الشخصية.
- مواجهة الركود الاقتصادي: يُساعد القرار في ضخ السيولة للأسواق وتنشيط القطاعات المختلفة.
- خفض معدلات البطالة: بزيادة الاستثمارات، تنمو فرص العمل.
اقرأ أيضاً: أثر التضخم على النمو الاقتصادي
كيف يؤثر خفض أسعار الفائدة على الأفراد؟
يؤثر القرار بشكل مباشر على حياة الأفراد في مجالات عديدة:
- القروض العقارية: يُتيح للأفراد شراء منازل بتكاليف أقل.
- التمويل الشخصي: يُصبح الحصول على القروض للزواج أو التعليم أو السفر أسهل.
- الإيداعات البنكية: قد تنخفض عوائد المدخرات، مما يدفع البعض للبحث عن بدائل استثمارية.
التحديات المصاحبة لخفض أسعار الفائدة
هنالك عدد من التحديات التي تحدث نتيجة لخفض أسعار الفائدة، مثل:
- السيولة الزائدة قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار وزيادة التخضم
- يؤدي لتراجع عوائد الادخار:مما قد يُثني الأفراد عن الادخار.
- حدوث ارتفاع في ديون الشركات بسبب الإقبال الكبير على الاقتراض.
قد يهمك أيضاً: ضريبة الشركات في الإمارات
أشهر التجارب العالمية لخفض الفائدة
جائحة كورونا 2020
في عام 2020، قامت العديد من البنوك المركزية خلال جائحة كورونا، حول العالم، بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي، بخفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصادات المتضررة. ساهم ذلك في تقليل تأثير الركود الاقتصادي وزيادة الإنفاق الاستهلاكي.
اليابان: سياسة الفائدة السلبية (2016)
اتخذ بنك اليابان المركزي في عام 2016، خطوة غير مسبوقة بخفض أسعار الفائدة إلى المنطقة السلبية (-0.1%). الهدف كان تحفيز الاقتراض والإنفاق، إذ كانت اليابان تعاني من تباطؤ اقتصادي وتضخم منخفض لسنوات طويلة
أوروبا: خفض الفائدة بعد الأزمة المالية (2008-2015)
لجأ البنك المركزي الأوروبي بعد الأزمة المالية العالمية في 2008، إلى خفض الفائدة تدريجيًا، حتى وصلت إلى 0% في عام 2012، ثم إلى معدلات سلبية (-0.5%) بحلول 2015. الهدف كان دعم الاقتصادات الأوروبية التي تضررت من الركود وتعزيز الإنفاق الاستثماري والاستهلاكي.
استراتيجيات الاستفادة من خفض أسعار الفائدة
يمكن للأفراد والشركات تحقيق مكاسب ملموسة عبر:
- إعادة تمويل القروض القائمة.
- زيادة الاستثمارات.
- استغلال القروض منخفضة التكلفة
خفض أسعار الفائدة هو سلاح ذو حدين، إذ يمكنه تحفيز الاقتصاد، لكنه قد يُنتج تحديات تتطلب مراقبة مستمرة من الجهات المختصة. لتحقيق أقصى استفادة، يجب على الأفراد والشركات التكيّف مع الظروف الاقتصادية والاستثمار بحكمة.
المصادر: