المحتوى
- مقدمة
- الاتجاهات الحديثة للمسئولية الاجتماعية
- الفرق بين المسؤولية الاجتماعية والمسؤولية المجتمعية
تعيد اتجاهات المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR) تشكيل الطريقة التي تعمل بها الشركات وتتفاعل مع المجتمع، مما يؤثر على مجموعة من المجالات بدءًا من الاستدامة البيئية وادارة التنوع والشمول في مكان العمل وحتى سلاسل التوريد الأخلاقية.
وتطورت الاتجاهات الحديثة للمسؤولية الاجتماعية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة مع تصاعد الاهتمام بالاستدامة والمسؤولية البيئية والاجتماعية.
أبرز الاتجاهات الحديثة للمسئولية الاجتماعية
1- التركيز على الاستدامة البيئية
أصبحت الاستدامة البيئية محوراً أساسياً للمسؤولية الاجتماعية، حيث تسعى الشركات إلى تقليل البصمة الكربونية عبر اعتماد سياسات تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني، مثل استخدام مصادر الطاقة المتجددة والتقنيات الصديقة للبيئة. كما تتبنى ممارسات للحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز الاقتصاد الدائري من خلال إعادة التدوير وتقليل النفايات.
2- الابتكار الاجتماعي
يشهد العالم توجهاً نحو تبني الابتكار الاجتماعي كأداة لمعالجة التحديات الاجتماعية. تعمل الشركات والمؤسسات على تطوير حلول مبتكرة لمشكلات مثل الفقر وضعف التعليم والرعاية الصحية، إلى جانب دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تساهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات المحلية.
3- دمج المسؤولية الاجتماعية في نموذج العمل
لم تعد المسؤولية الاجتماعية مقتصرة على الأنشطة الخيرية، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيات الأعمال. تتبنى الشركات نهجاً يدمج المسؤولية الاجتماعية في نموذج عملها الأساسي، مع الحرص على قياس أثر هذه الجهود على الأداء المالي والاجتماعي، مما يعزز من استدامتها وفعاليتها.
4- التكنولوجيا والتحول الرقمي
يلعب التحول الرقمي دوراً محورياً في تطوير مبادرات المسؤولية الاجتماعية. تستخدم الشركات التكنولوجيا لتعزيز الشفافية في تقاريرها المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية، كما تستفيد من الذكاء الاصطناعي لتحليل أثر المبادرات وتحسينها، مما يجعل هذه الجهود أكثر فعالية واستدامة.
5- الشراكات بين القطاعات
تزداد أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني لتنفيذ مبادرات مجتمعية فعالة. تتيح هذه الشراكات الاستفادة من الموارد والخبرات المشتركة لتحقيق أهداف تنموية تخدم المجتمع بأسره، مع التركيز على الاستدامة والتأثير طويل الأجل.
6- التركيز على التنوع والشمول
بات التنوع والشمول من الركائز الأساسية للمسؤولية الاجتماعية، حيث تسعى الشركات إلى خلق بيئات عمل تعزز من التنوع الثقافي والجندري وتوفر فرصاً متكافئة للجميع. كما يتم التركيز على تحسين بيئة العمل لتكون أكثر شمولاً وإنصافاً بما يضمن رفاهية الموظفين ورفع مستوى الإنتاجية.
7- ربط المسؤولية الاجتماعية بأهداف التنمية المستدامة (SDGs)
أصبحت الشركات توجه جهودها في المسؤولية الاجتماعية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة. يتم التركيز على أهداف محددة مثل التعليم الجيد، العمل المناخي، والحد من الفقر، مما يضمن أن تكون المبادرات جزءاً من الجهود العالمية لتحقيق التنمية الشاملة.
8- التواصل والشفافية
عتمد الشركات على التواصل الفعال والشفافية لتعزيز الثقة بينها وبين المجتمع. يتم ذلك من خلال نشر تقارير دورية توضح أداء الشركات في مجال المسؤولية الاجتماعية، مع إشراك العملاء والمستفيدين في تصميم وتنفيذ المبادرات، مما يعزز من فعالية هذه الجهود ويزيد من تأثيرها الإيجابي.
الفرق بين المسؤولية الاجتماعية والمسؤولية المجتمعية
تراعي المسؤولية الاجتماعية في جوانبها النواحي الاخلاقية والانسانية والبيئية للمؤسسة من خلال ارتباط ذلك بأعمالها وأنشطتها بشكل مباشر، وهذا من خلال التزامها القانوني بذلك عبر سياسات ولوائح خاصة بالمؤسسة لتطبيق أفضل الممارسات في ذلك.
أما بالنسبة لمفهوم المسؤولية المجتمعية فنجده أوسع وأشمل، حيث أن المؤسسات هنا تهدف إلبراز دورها في المجتمع بشكل فعال أكثر من خالل عقد مجموعة من الشراكات لتحقيق مفهوم الرفاه االجتماعي بشكل يفوق توفير الاحتياجات الاساسية للمجتمع.
المصادر: